احتفالات استقلال الجزائر.. 400 مليون دولار تُحضر قيس وعبّاس إلى جانب زعيم "البوليساريو"

 احتفالات استقلال الجزائر.. 400 مليون دولار تُحضر قيس وعبّاس إلى جانب زعيم "البوليساريو"
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 5 يوليوز 2022 - 20:32

تحتفل الجزائر اليوم الثلاثاء 5 يوليوز، بالذكرى الستين لاستقلالها عن فرنسا، حيث شهدت عاصمة البلاد تنظيم استعراض عسكري وإلقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لكلمة بهذه المناسبة، بمشاركة كل من الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

ولوحظ حضور إبراهيم غالي زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية التي تُنازع المغرب على الصحراء، حيث كان جالسا في المنصة الرئاسية بالقرب من محموع عباس وقيس سعيد، في مشاركة جاءت بدعوة من النظام الجزائري التي تدخل في إطار المساعي الجزائرية المتواصلة لدعم ما تصفهم الرباط بأعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية.

ووفق متتبعين للشؤون المغربية الجزائرية، فإن دعوة الجزائر لبعض الزعماء السياسيين، وعلى رأسهم الزعماء العرب، واستدعاء زعيم "البوليساريو" ليتقاسم معهم المنصة الرئاسية، هي محاولة لإثبات وجود "جمهورية صحراوية عربية"، بالرغم من عدم وجود أي اعتراف بها من طرف أي دولة عربية، وفي نفس الوقت محاولة خلق نوع من الجفاء بين الزعماء المشاركين والرباط.

مشاركة كل من الرئيس التونسي والرئيس الفلسطيني في احتفالات استقلال الجزائر قد لا يُنظر إليها بعين الرضا لدى أصحاب القرار في الرباط، بسبب مشاركة زعيم "البوليساريو" فقط وليس في احتفالات الاستقلال في حد ذاتها، فالاستقلال الجزائري ساهم فيه المغرب بدعم معنوي ومادي معروف، ولولا الاختيارات السياسية التي تبناها النظام الجزائري فيما بعد، لكانت المملكة المغربية من المكرمين في كل ذكرى تحييها الجزائر بمناسبة الاستقلال، يقول متتبعون.

لكن مشاركة الرئيسين العربيين المذكورين إلى جانب زعيم "البوليساريو"، تبدو مفهومة بالعودة إلى التحركات والقرارات التي اتخذها النظام الجزائري لصالح كل من قيس سعيد ونظيره الفلسطيني محمود عباس في الشهور الماضية، وبالضبط في شهر دجنبر من العام الماضي، عندما أخرجت الجزائر 400 مليون دولار أمريكي من خزينتها لفائدة تونس والسلطة الفلسطينية.

ففي 6 دجنبر من سنة 2021، أعلنت الرئاسة الجزائرية، عن تقديم 100 مليون دولار كمساهمة مالية للسلطة الفلسطينية التي يترأسها محمود عباس أبو مازن، وقد تم الإعلان عن تقديم هذه المنحة المالية الهامة خلال الزيارة التي قام بها عباس إلى الجزائر.

وفي 14 دجنبر من نفس العام، أعلنت الجزائر عن تقديم قرض بشروط "تفضيلية" لفائدة تونس تصل قيمته إلى 300 مليون دولار أمريكي، وكان نظام قيس سعيد بحاجة لهذه الأموال في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعيشها تونس والخلافات القائمة بين الأطراف السياسية في البلاد.

وسجل مراقبون حدوث تغير في مواقف تونسية بعد هذا القرض الجزائري، خاصة في قضية نزاع الصحراء، حيث خالف نظام قيس سعيد الحياد التونسي الإيجابي الذي كان سائدا لدى الرؤساء السابقين، ومنهم كان يرفض أطروحة الانفصالة و"فكرة" تأسيس دولة في الصحراء، وعلى رأسهم منصف المرزوقي.

ويبدو واضحا أن مشاركة قيس سعيد في احتفالات استقلال الجزائر إلى جانب زعيم "البوليساريو" تدخل في إطار "رد الجميل" للنظام الجزائري، وهو نفس الواقع ينطبق على محمود عباس الذي حصل على 100 مليون دولار كمنحة وليس قرض.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...